مع مريم ونحن نتأمل بفضائلها، اختتمنا الشهر المريمي الذي بدأناه معها.
تأملنا بشكل خاص في زيارة مريم لأليصابات، هذا العيد الذي احتفل به الرهبان الفرنسيسكان منذ القرن الثالث عشر حتى تبنته الكنيسة الجامعة وأصبح عيدا رسميا في السنة الليتورجية.
في انجيل البشارة الذي ينقله لنا القديس لوقا، نرى مشروع حياة مريم في قبولها للبشارة وفي نقلها لمن حولها.
تتغنى أليصابات بإيمان مريم وتعترف الأم البتول بتواضعها وتظهر فعليا محبتها لله من خلال التسبيح والشكر وللقريب من خلال الذهاب السريع لإغاثة أليصابات المحتاجة، رغم إنها لم تطلب ذلك.
هذا هو مشروع حياة مريم، بين قبولها لدعوة الرب لها وبين إجابتها عليها بالإيمان، والتواضع، والمحبة.
نحن أيضا كمريم أمنا، تلقينا دعوة الله السامية بيسوع المسيح ومشروع حياتنا، لا يمكن أن يكون سوى قبول واع وإيجابي، وسوى جواب ملؤه الإيمان والتواضع والمحبة لله وللقريب…
لنتشجع إذا ولننهل القوة من الرب بشفاعة مريم، لكي نكون رجال ونساء إيمان، رجال ونساء تواضع، رجال ونساء محبة لله بحياة ملؤها التسبيح والشكر، رجال ونساء محبة للقريب بخدمة شجاعة لكل من حولنا…
بهذا نعيش فرح قبول البشرى وفرح نقلها، كما عاشتها أمنا.
طوبى لمن عاش هذا الشهر المريمي بخشوع وتقوى، طوبى لمن حضر القداس الإلهي كل يوم، طوبى لمن صلى المسبحة الوردية كل يوم وهنيئا لمن لبست ثوب العذراء… وهنيئا لكل من جاهد ويجاهد للتحلي بأخلاق العذراء مريم.
بعد القداس الإلهي الذي شارك فيه أبناؤنا المؤمنون بحرارة وخشوع، كان هناك التطواف في شاؤع الكنيسة، تطوافا أحياه كشاف مار فرنسيس وحضور الشعب المؤمن المكرم للعذراء.
كل عام وأنتم بخير، كل عام وأنتم بحماية أمنا العذراء مريم.
اترك رد